" عمر الديري" شاعراً شعبي فراتي

ولد الشاعر الشعبي ((محمد مصطفى الخلف )) الملقب ((عمر الديري )) في مدينة دير الزور عام 1934 م وتوفي رحمة الله عليه بتاريخ (20\ 11\ 1978م بدرالزور شاعرا شعبي عرفته
(( دير الزور - ودمشق )) عاش فقيرا بائسا عمل سائس خيل في مخفر الدرك بناحية ((موحسن ))
عام 1944 م لنسمعه في احدى زجلياته عن مهنته ((سائس الخيل )) في مخفر الدرك ((موحسن ))
فيقول :

اسمعوا يا اخواني
بشهر تشرين الثاني
لأول مره بزماني
اخذ خيل عالميه
انتظر الدوريه تعود
وساند رأس عالعمود
من البرد اصرخ يامعبود
ويشرفوا الأفنديه
يا أخي عندهم خيل
منهم عم أصرخ ياويل
معذبتني نهار وليل
ما نام ساعة هنيه

ما يلبث هذا الشاعر ((عمر الديري )) الا أنه يترك عمله ليشغل بدرالزور عامل تنظيفات في بلدية
لنسمعه يصف أحواله وشقاءه في هذه المهنه وفي هذه الحياة البائسه
فقال :

يالطيف وياستار
من أبو شويش الجبار

المعاش ما يكفينا
قيمة بندورة وخيار
تقعد مرتي تحسني
وابني يبكي ويندسني
وأنا أقول يارب خلصني
من هالعيشه الكلها مرار

من ثم لا يستطيع (( عمر الديري )) أن يكمل مشواره في البلدية فيترك عمله ليجرب حظه في عمل أخر ويصبح حارسا ليليا في منطقة الجمرك (( الكنامات )) حاليا لقد أسعده هذا العمل لانه على ضفاف الفرات حيث يحلو الغناء والسهر مع صديقيه (( باقي - وجراد ))
فيقول :

جلسوا سويا في السحر
( باقي ) وداعيكم ( عمر )
في روضه يزهوبها
زهر على ضوء القمر
بيض وكبه يا كلوا
ويشربوا جاي بسكر

لكن شاعرنا (( عمر الديري )) بمرور الأيام يكره هذه المهنه بسبب كثرة الدوريات التفقديه والعقوبات التي نالها
فيقول :

يارب دخيلك نجينا
ومن ريس الحرس احمينا
كل يوم عم يطلع تفتيش
وكل ما يطلع يؤذينا

وللغرابة كانت هذه القصيدة سبب مباشر لطرد عمر الديري من سلك الحرس الليلي عمل بعدها ساقيا للقهوة المرة في الأسواق والمقاهي يرافقه ولده فيصل ثم عمل ( مسحراتيا ) ينشر القصائد الجميلة وللغرابة هذا الشاعر أبان (( العدوان الثلاثي )) على مصر الشقيقه يكتب قصيدة طويلة يرسلها الى الرئيس جمال عبدالناصر ويطلب مساعدة الرئيس لتعينه عاملا في شركة نفط العراق في ذاك الزمان
ويقول:

(ايزنهاور ) ياثرثار
بشرق الأوسط مالك دار
مادام أحنا الثوار
وريسنا القائد جمال
ويقول :
شو فرنسا وانكترا
وشو أمريكا وأنقره
كلها ترجع للورا
ونحنا نحوز الأنتصار

وفعلا أوعز في ذاك الزمان ( الرئيس جمال ) عام 1959م الى محافظ دير الزور أن ذاك ((السيد عدنان عثمان)) لتوظيف عمر الديري في شركة نفط العراق وتعينه فعلا فتغيرت أحواله أن عمر الديري شاعرا شعبي لاينسى لما له من أياد بيضاء في المناسبات الوطنية والقومية ومناهضة المستعمر الفرنسي بشعره لازال يحفظ الكثيرون ولازلنا نسمع هذا الشعر في المناسبات شكل (الهوسه) ومنه ماقاله ضد الأستعمار الفرنسي

قوموا نصلي ونركع
بلكي هالدان يقطع
فرنساوي خان بعهده
حاربنا بطياره ومدفع
أول ثورة من أهل الير
حرقوا سيارة الكولونير
وصاحوا اذبحو هالشفير
وخلوا روحه اليوم تطلع
صاروا ينادوا يالله هيه
نهجم عالبروفوتيه
لو قتلنا شوعليه
لازم عالدرج نطلع
هجموا عالجسر العتيق
وصفى (شوتيل )بأكبر ضيق
اشتعل التصفير والتصفيق
وشوتيل مجحر ما يطلع

الشاعر الفراتي
خالد عبد الجبارالفرج